الأربعاء، 7 يوليو 2010

التفسير الجدلى للجان والكمائن المرورية

لم امتلك سيارة ابدا حتى عام 2007 ولكنى كنت معتاد مثلى مثل باقى الشعب المصرى على مفهوم اللجان والكمائن المرورية وكنت طوال عمرى اعتبرها ظاهرة كاريكتورية وعبثية فلم اتوقف يوما لتحليلها وتفسيرها وارتحت دائما لمفهوم ان هدفها الرئيسى هو تعزيز الهيبة العامة للدولة.

جاء رامى -ابن خالى المهاجر الى كندا- للانتقال الى مصر التى لم يعش فيها يوما الا فى ايام اجازات المصايف فى الاسكندرية. جاء ببشرته البيضاء ولهجته العربية المكسرة الموروثة من ام كندية. جاء حزينا على والده يريد ان يكون قريبا من مكان دفنه ليمضى اعواما فى مصر محاولا فك طلاسمها و فى نفس الوقت فتح عمل خاص به فى مصر ربما مدفوعا باحساس ما بالذنب على انه لم يحاول فهم ثقافة والده وهو حى.

رامى بدأ يكتشف ما حوله ومن الظواهر التى اقلقته هى اللجان المرورية والتى كئيرا ما اوقفته بسيارته وتعب كثيرا فى التواصل معهم بلهجته المكسرة الى ان توصل فى الاخر الى الصراخ فى وجههم بالانجليزية ثم متابعة السير وعدم التوقف.

سألني فى يوم هل يوجد لجان فى الدول العربية الأخرى ام انها ظاهرة مصرية اجبته انها توجد فى العراق مثلا وان كانت اكثر حزما وانضباطا وتسمى هناك "السيطرة" ضحك وقال فى مصر يسمونها لجنة حيث المعنى المتداول لكلمة لجنة هو تشكيل مؤقت من مجموعة افراد يثرثرون فى موضوع ما ولكن بلا سلطة ولا فعالية بينما سيطرة تدل على التحكم ربما العنيف.

لاحظ ايضا ان كيف ان اللجنة تتعامل بشكل مختلف مع السائق بحسب انتمائه الاجتماعى فمثلا سائق الميكروباس او النقل يتعامل بخشونة اما سائق التاكسى فافضل حالا ولكنه يظل من المهمشين بينما صاحب المرسيدس يتعامل على انه بيه وهكذا ولاحظ ايضا ان الشابات غير المحجبات يتم احيانا التعامل معهم على انهم من عيلة كبيرة بينما المحجبة من الممكن الاستظراف عليها قليلا.

وجاء بالتحليل الاخير - اللجان هدفها الرئيسى هى تعزيز المجتمع الطبقى فى الرسالة التى تقدمها الى الغنى هى لا تخف نحن هنا لحمايتك بينما الرسالة التى توجها للفقير هي لا بد ان تفهم انك مقهور ولا حقوق لك وممكن تضيع نفسك فى ثانية فاحسن لك كن مؤدبا ومطيعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق